منذ كنت صغيرة و أنا ارى ان المثقفون
والادباء فقط هم يرتدون النظارات
وانها وسيله لاثبات العمق
والفكر
وانها شئ عظيم جدا
جدا
لذا كنت اختلس اللحظات التي تنام فيها أمي و أرتدي نظارتها
واتقمص دور الدكتور يوما
وتارة معلمتي
ومع أنني كنت لا اري بها الواقع
لكنها كانت لي شئ سحري
اراني يوما صحفية
اناضل من اجل قسوة هؤلاء الاباء والامهات الذين يجبون اولادهم علي تناول اللبن صباحا
فقد كان المقرر اليومي
وصراع
ومهما حاولت الهروب
سيجدونك
كم كنت ابكي لامي واخبرها انني مللت
يكفي
ولكن هيهات امي تفوق الاتحاد السوفيتي ثباتا
في اخر الامر اتناول اللبن ومعة بيضه
لذا كنا انا وا اصدقائي جميعا نتبارى من منا اليوم نفذ من هذا العقاب
وكبرت
وكبر ايماني ان النظارة شئ مهم
وانها لابد لكي اصير صحفية كما اتمنى
وتماثلت لابي ان عيوني تؤلمني
ولكن لابد ان اعترف ان الطبيب كان ماهرا
واخبرني انني يمكني ان ارتدي نظارة فقط عند القراءة حتي لا تتعبني الاضاءة
وحاولت مرارا ان اقتحم عالم الصحافو كانت البدايو مع والد احدى صديقاتي
الذي كان في بدء تكوين جريدة
في البدء كنت اظنه يؤمن بي
ويشجعني
فقد كنت دائما انتهز اي فرصة لاكتب
اي شئ وكل شئ
مذكرات
احاسيس
اوجاع
حتى عتابي لامي وابي كنت اسطره
وكان القلم و الورقه اقوى من صوتي
وكانت صدمتي الاولي حين وجدت ان والد صديقتي لا يصلي
وحين سئلته اجابني بكل صرامة انني اصلي في جمال المراءة
وحيث انني مسلمة اعرف ان الصلاه لله وخمس صلوات
وان اصدقائي المسحين يصلون للرب
فلما هذا الجنون
وقررت ان ابتعد عن هذا العالم تماما
واكملت دراستي
وعشقت مجال الادارة والتسويق
وتخرجت
ولازال ادمان الورقة والقلم لا يفارقاني
ان اكتب لاي احد وكل احد
اكتب خطابات لكل اصدقائي
لاخوتي
لابي لامي
يمكن ان اكتب حتى للبائع
حين يمس اي بشر اي احساس مني
اجدني اريد ان اكتب
اكتئب اكتب
افرح اكتب
اغضب اكتب
الوم من حولي اكتب
احب اكتب
وكان الورقة والقلم يستطعيان ان يخرجا ما بداخلي
حتى دموعي تنساب حين اكتب
واليوم وجدت انني ساكتب واكتب
وارتديت النظارة من جديد
لكن تلك المرة حقا لاصير بمظهر جدي في العمل
فهي ترسمني هكذا
وتحمي عيوني من نظرات الوقاحة احيانا
وتداري عبراتي ان خانتني
وهكذا عرفت الان لما يرتدي هؤلاء النظارة
ربما حقا يهربون من اقحتحام الاخرين لهم
وربما هي مظهر جاد
ما يعنيني انها
كانت السبب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.